From طائر أزرق نادر يحلق معي
Written in Arabic by Youssef Fadel
۱
رواية زينة
(الإثنين ۲۱ أيّار ۱۹۹۰. الثامنة مساء)
I
منذ وقف أمام الكونطوار
والرجل الذي لا أعرف كما لو أراد أن يقول لي شيئًا وأنا أجهل هذا الشيء. ما زلت لحدّ الساعة أفضّل أن أجهل الكثير من الأشياء التي تدور في رؤوس الرجال. يهمّ بفتح فمه عندما أقترب ثم يتراجع عن الكلام عندما يرى أنّني ابتعدت. وأنا أتحاشى الاقتراب حتى لا أسمع ما يريد ان يقول. أمشي وأجيء خلف الكونطوار، وكلّما فتحت زجاجة لزبون تساءلت هل اقتربت منه. أو أقول هل أنا بعيدة بالقدر الذي يسمح لي ألّا أسمع. وأنظر إلى الساعة في معصمي حتى يخفّ توتّري. وأرى أنّها الثامنة. وأفتح زجاجة أخرى وأضعها أمام زبون آخر دون أن يطلبها. وبعد؟ هذا لن يحيل الكلام في فم الرجل إلى ماء. ولن يجعل نظراته المتفرّسة أقلّ إلحاحًا أو يجعل حذري ينقص. وأخيرًا وأنا أمرّ يتّكئ الرجل الذي لا أعرف على لوح الكونطوار، ويسألني وهو يداعب كأسه وسط هرج البار والموسيقى الصاخبة وضجيج الفليبير، هل أحبّ الورود؟ فأتحاشى الردّ عليه تجنّبًا للمشاكل. أنا هكذا. عندي ما أفكّر فيه. تعلّمت كيف أخفي أفكاري عن الناس. أفكاري أحتفظ بها لنفسي. وليوم يكون فيه الجو صافيًا. ثم إنّني لا أعرف هل أحبّ الورود أم لا أحبّها. وأبتعد من جديد غير مهتمّة به أو بسؤاله. لست من هواة الخوض في الحديث بلا سبب. الزبائن مشغولون بشرابهم وحديثهم عن الجفاف. سؤاله لا يهمّ أحدًا. لا أحد يهتمّ بالورود في موسم لا ينزل فيه مطر. الرجل يلبس جلبابًا ثقيلًا مخطّطًا باللونين الأسود والكاكي رغم أنّنا في الشهر الخامس. ويبدو كأنّه نبت هنا وسط البار في الوقت الخطأ وفي المكان الخطأ. على عينيه نظّارات سوداء لم تُخْف آثار جدري حفرت وجهه. ويستمرّ يتبع بنظراته تحرّكي وينتظر أن أمرّ أمامه ليستأنف الحديث وأنا لا أمرّ أمامه. ولا أقترب. وهو يداعب كأسه بانتظار أن أعبر الكونطوار. وأنا أعدّ الكلمات التي قد يقولها في حالة ما إذا مررت. ثلاث كلمات فقط. كما في المرّة السابقة: هل أحبّ الورود؟ ويبدوا أنّه لا ينتظر أن أردّ على سؤاله. إنّه جاء ليتكلّم لا لأن ينصت. هذا ما أقرأ في حركات أصابعه وهو يلعب بكأس الماء. وفي شبح ابتسامة طفت على شفتيه. ثم مررت: هناك في الجنوب موسم للورود في هذا الوقت من كلّ سنة. وتذهب إليه العازبات قصد الزواج. استغرق مروري مدّة أطول هذه المرّة. ما دمت سمعت كلّ هذا العدد من الكلمات. وكما لو أنّ اللعبة بدأت تستهويني. هل أمرّ ثالثة ورابعة وخامسة لأستمع إلى المزيد من هراء الرجل؟ أنا لست عازبة ولا يهمّني أن أعرف أنّ هناك موعدًا سنويًّا لزواج العازبات. مهتمّة بكلام الرجل كثرثرة يطلقها السكارى كلّ ليلة وفي كلّ البارات. هناك حفّار قبور لا يحلو له الحديث إلّا عن عدد الموتى الذين دفن هذا النهار. وهناك النجّار الذي يحلم كلّ ليلة بدولاب يهرب به في الغابات التي جاء منها الخشب الذي يستعمل… عندما تقفين وراء كونطوار بار اللقلاق فإنّك مستعدّة لكلّ الثرثرات التي تطرق باب رأسك. كما تفعل أختي ختيمة في الجهة الأخرى من الكونطوار أمام آلة النقود. تتكلّم وترفع يديها مقهقهة ولا يهمّها ما قد يقوله هذا الزبون أو ذاك. (إنّها لا تضع وردة حمراء في شعرها كما كانت تفعل مدام جانو صاحبة البار السابقة. ولكنّها تعطي للروّاد بين الحين والحين كأسًا أو كأسين مجّانًا. ربّما كانت مدام جانو تجلب ورودها من الموسم الذي تكلّم عنه الرجل والذي لا أعرف أين يقع). أنا لست مثلها. أتوجّس من كلّ واحد يهتمّ بي كثيرًا أو قليلًا. أقترب هذه المرّة عندما أرى أنّه أخرج من جيبه ورقة ووضعها على الكونطوار. أنظر إلى الورقة وأرى أنّها لا تدلّ على شيء. وأصبح الرجل هذه المرّة يلتفت حواليه كأنّما سيقول كلامًا غير مباح. وجه الرجل كأنّه لم يعرف الضحك. وتعابيره لا تمزح. أضع أمامه الزجاجة فيقول هل أشربها على حسابك أم تشربينها على حسابي؟ ويلتفت حواليه مجدّدًا. أنا لا أفضّل لا هذه ولا تلك. الرجال يحبّون الشرّيبات وأنا لا أشرب. أختي ختيمة هي الأخرى لا تشرب. وأرى الآن أنّه يضحك. كأنّما يقرأ ما يدور في رأسي. وأكتشف أنّ في فمه أسنانًا من ذهب تلمع وهذا يزيد من غرابة وجوده في هذا المكان. أرى أنّ الورقة لا تزال في مكانها. أفتح الزجاجة إذن وقبل أن أنصرف عنه أسمعه يقول في رأس الجبل المطلّ على القرية التي تستقبل حفل الزواج الصاخب هناك قصبة تذهب إليها حتى الأرامل والمتزوّجات اللواتي فقدن أزواجهنّ في الانقلابات. تذكّرت حلمًا قديمًا. وهذه الذكرى كأنّما أنارت عقلي. وفهمتُ. قبل أن يهمس في أذني فهمتُ. وإذا بي أضطرب. وإذا بي آخذ الرسالة. وإذا بي ألتفت إلى أختي ختيمة في الجهة الأخرى من الكونطوار. وإذا بالرجل يهمس في أذني من جديد أمامي فقط ما يكفي من الوقت لأستقلّ حافلة التاسعة التي تأتي من فاس. رجل في حوالي الخمسين من العمر لم يظهر في البار قبل هذه الليلة. ولم يقف أمام الكونطوار أكثر من الوقت الذي استغرقته جمله المرصوصة قصد إثارة الفتنة من جديد في رأسي. وربّما أكثر قليلًا. إنّه استمرّ واقفًا ينظر إليّ. كأنّما ينتظر منّي أن أقفز من فوق الكونطوار وألتحق بحافلة التاسعة. اختفيت في المطبخ وفتحت الرسالة. وعرفت خطّ عزيز. وماذا أفعل برسالته؟ أرميها في فمي كما لو كانت حبّة هراء وأشرب عليه الماء؟ ونظرت إلى الساعة في معصمي.
كنت اعتقدت أنّني نسيتُ. انكسرتُ. وعقلتُ. وهدأتُ. ونسيتُ. وأنّ فكرة البحث عنه من جديد خمدتْ وتوارتْ وانطفأتْ. (مضت أربع سنوات لم أغادر فيها بار اللقلاق والبت الذي فوقه. منذ أن ماتت مدام جانو. وتركت البار في اسم أختي ختيمة. اعتنت بها أختي أكثر من عائلتها التي كانت تأتي كلّ ستّة أشهر من فرنسا لترى هل نفقت العجوز أم لا. والعجوز بدل أن تترك لهم البار والبيت الذي فوقه كتبت كلّ ما تملك باسم ختيمة التي اعتنت بها ودفنتها في القبر الذي اشترياه معًا في أيّامها الأخيرة. وانهمكنا في العمل الشاقّ الذي يتطلّبه تسيير بار. ومشاكله اليوميّة مع السكارى والبوليس والمخابرات والعسكر. من السابعة صباحًا حتى منتصف الليل). ياه، مضى الوقت! كلّ هذه السنوات؟ لا، لم تغادر فكرة العثور عليه ولو يومًا واحدًا. ما زالت الفكرة كما هي بالطراوة والإلحاح نفسهما اللذين عرفتْهما وأنا في السادسة عشرة عندما بدأت مسيرة بحثي الطويلة عن عزيز. كانت فكرتي دائمًا هي أنّه لم يمت ولم تبتلعه الأرض وأنّني سأعثر عليه ذات يوم. فكرتي هي أنّني لن أخسر شيئًا هذه المرّة أيضًا. بدأت بحثي عنه في السادسة عشرة. أنا الآن في الرابعة والثلاثين وسأستمرّ إلى الستّين أو السبعين وما فوق… فكرتي أنّني سأعثر عليه في النهاية. أحبّ أن أرى نفسي من هذه الزاوية. أحبّ أن أرى نفسي منتصرة في يوم من الأيّام. يملؤني هذا الشعور فرحًا كبيرًا. مرّة ذهبت حتى غابة المعمورة بعد مكالمة هاتفية يقول فيها الرجل إنّه يعرف مكان وجود عزيز. لم أجن غير ابتزاز أضفته إلى ابتزازات سابقة. لم أضعف ولم أيأس. الخبر الكاذب يعطي الوقت معناه. به تستمرّ الشعلة متّقدة. الخبر الكاذب يبقي شعلة التذكّر ملتهبة كالمشعل تحملها وتتقدّم. لم أتردّد لحظة واحدة أمام خبر المعمورة كما لن أتردّد الآن. أمامي فقط ما يكفي من الوقت لأستقلّ حافلة التاسعة التي تأتي من فاس كما قال الرجل. عدت إلى الكونطوار دون أن أقرّر هل أخبر أختي ختيمة أم لا. ليس لديّ سبب وجيه كي أخبرها أو لا أخبرها. لم أخبرها في المرّات السابقة. وكان الرجل في هذه الأثناء قد غادر البار دون أن يشرب زجاجته.
Published November 22, 2020
Excerpted from طائر أزرق نادر يحلق معي (Dar al-Adab, Beirut 2013)
© Youssef Fadel, 2013
From Ogni volta che prendo il volo
Written in Arabic by Youssef Fadel
Translated into Italian by Cristina Dozio
Zina
Lunedì 21 maggio 1990
Le otto di sera
I
Da quando si è piazzato al bancone
Da quando si è piazzato al bancone, lo sconosciuto sembra volermi dire chissà cosa e io, ancora adesso, molte delle cose che frullano per la testa agli uomini preferisco non saperle. Quando mi avvicino fa per aprire bocca, ma non appena vede che mi allontano ci rinuncia. E io evito di passargli accanto per non dover sentire cosa vuole dirmi. Vado e vengo dietro al bancone ma ogni volta che stappo una bottiglia per un cliente mi domando se gli sono passata troppo vicino. O se gli sono abbastanza lontana da riuscire a non sentire. Per sciogliere la tensione guardo l’orologio che ho al polso. Sono le otto. Stappo un’altra bottiglia e la metto davanti a un altro cliente che neanche me l’ha chiesta. Ma a che serve? Non sarà questo a trasformare magicamente in acqua le parole che ha in bocca. Non renderà meno insistenti le sue occhiate penetranti né mi farà abbassare la guardia. Alla fine, però, mentre gli passo davanti, si appoggia al bancone e, giocherellando con il bicchiere, in mezzo al casino del bar, alla musica alta e al baccano del flipper, mi domanda se mi piacciono le rose. Non gli rispondo, non voglio problemi. Sono fatta così. Ho altro a cui pensare. Ho imparato a nascondere quel che penso. I miei pensieri, me li tengo per me. Per i giorni di bel tempo. E poi non lo so se le rose mi piacciono oppure no. Mi allontano di nuovo, senza badare né a lui né alla sua domanda. Non sono una con cui si può attaccar bottone così, tanto per fare. I clienti sono occupati a bere e a parlare della siccità. Della sua domanda non importa niente a nessuno. A chi vuoi che importino le rose in una stagione di gran secco? Anche se siamo a maggio lo sconosciuto indossa una jellaba pesante, beige a righe nere. Qui, nel bel mezzo del bar, sembra spuntato nel posto sbagliato al momento sbagliato. Porta occhiali scuri che non riescono a nascondere i segni del vaiolo che gli ha scavato la faccia. Continua a seguire con lo sguardo i miei movimenti aspettando che gli passi davanti per riprendere il discorso, ma io lì non ci vado. Non mi avvicino. Mentre aspetta giocherella con il bicchiere. E io conto quante parole potrebbe dirmi se mi avvicinassi. Solo quattro. Come prima: “Ti piacciono le rose?” Non sembra che aspetti una risposta. È venuto per parlare, non per ascoltare. Sì, lo capisco da come muove le dita mentre tormenta il bicchiere d’acqua. E da quella specie di sorriso che gli è comparso sulle labbra. Ecco, gli passo davanti: “Giù al sud, in questo periodo dell’anno c’è la festa delle rose, le ragazze ci vanno per trovare marito.” Ho rallentato il passo, questa volta, per sentire tutta la frase. Come se il gioco cominciasse a stuzzicarmi. Che faccio? Passerò una terza, una quarta, una quinta volta per sentire tutte le scemenze di quest’uomo? Io sono già sposata e non mi importa un fico secco se esiste un luogo in cui ogni anno le donne sole trovano marito. Le parole dello sconosciuto non contano più delle ciance che fanno gli ubriachi ogni sera in ogni bar. C’è un becchino che parla solo di quanti morti ha seppellito durante il giorno. E un falegname che tutte le notti sogna di scappare con un armadio e di raggiungere il bosco da cui viene il legno che lavora. Quando si sta dietro il bancone del Bar della Cicogna ci si abitua a tutte le baggianate che ti bussano alla porta del cervello. Come succede a mia sorella Khatima, che sta all’altro capo del bancone, davanti alla cassa. Lei parla e gesticola e ride senza badare a cosa dice questo o quel cliente (non si mette una rosa rossa tra i capelli come faceva Madame Jeannot, la vecchia proprietaria del bar, però di tanto in tanto offre un bicchiere agli avventori. Magari Madame Jeannot si faceva mandare le rose dalla festa di cui parla lo sconosciuto, una festa che non so nemmeno dove si tiene). Io non sono come lei. Diffido di chiunque si interessi a me, tanto o poco che sia. Vedendo che tira fuori di tasca un foglietto e che lo posa sul bancone, questa volta mi avvicino. Lo guardo, quel foglietto, ma non mi dà nessun indizio. Lo sconosciuto si guarda intorno, stavolta, come se stesse per rivelare qualcosa che non si può dire. Ha la faccia di uno che non sa ridere. Lineamenti che non sanno scherzare. Gli metto davanti una bottiglia e mi fa: “Offri tu o offro io?” Si guarda di nuovo intorno, più volte. Né l’una né l’altra, direi. Agli uomini piacciono le donne che bevono, ma io non bevo. Neanche mia sorella Khatima beve. Come se mi leggesse nel pensiero adesso sta ridendo. Gli vedo luccicare in bocca dei denti d’oro e questa cosa rende ancora più strana la sua presenza qui. Il foglietto è ancora dove lo ha appoggiato. Perciò stappo la bottiglia e, prima di andarmene, sento che mi dice: “In cima alla montagna che dà sul paesino in cui si svolgono i chiassosi festival nuziali, c’è una casba dove vanno le vedove e le donne che hanno perso il marito durante i colpi di stato.” Mi ricordo di un vecchio sogno. È una sorta di illuminazione. E capisco. Capisco prima che me lo sussurri all’orecchio. E d’un tratto mi sale l’agitazione. D’un tratto afferro il bigliettino. D’un tratto mi giro verso mia sorella Khatima che sta all’altro capo del bancone. E d’un tratto lo sconosciuto torna a sussurrarmi che ho giusto il tempo di prendere l’autobus in arrivo da Fes alle nove. Un uomo sulla cinquantina che qui al bar non si è mai visto prima di stasera. Che è rimasto al bancone soltanto quanto basta per pronunciare quelle scarne frasi che mi hanno di nuovo scombinato le idee. Magari anche un po’ di più. Se ne sta ancora lì, in piedi, a guardarmi. Cosa aspetta? Di vedermi saltare al di là del bancone per correre a prendere l’autobus delle nove? Mi infilo in cucina e apro il bigliettino. Riconosco la scrittura di ‘Aziz. Cosa devo farne? Ingoiarla come se fosse una pillola di sciocchezze e mandarla giù con un sorso d’acqua? Guardo l’orologio.
Credevo di aver dimenticato. Mi ero rassegnata. Me ne ero fatta una ragione. Mi ero chetata. E avevo dimenticato. Il pensiero di rimettermi a cercarlo si era assopito, era svanito, si era spento. (Sono quattro anni che non mi allontano dal Bar della Cicogna e dall’appartamento al piano di sopra. Da quando Madame Jeannot è morta e ha lasciato il bar a mia sorella Khatima. La quale, d’altronde, si è presa cura di lei ben più della sua famiglia che veniva ogni sei mesi dalla Francia per vedere se la vecchia si era decisa a tirare le cuoia. E lei, la vecchia, invece di lasciare a loro il bar e l’appartamento, ha intestato tutto a Khatima, che l’ha accudita e poi sepolta nella tomba che avevano comprato insieme durante i suoi ultimi giorni. Ci siamo date da fare per mandare avanti il bar. Giorno dopo giorno sempre gli stessi problemi con gli ubriaconi, gli sbirri, la polizia segreta e i militari. Dalle sette del mattino fino a mezzanotte). Ah, ne è passato di tempo! Tutti questi anni? No, l’idea di ritrovarlo non mi ha mai abbandonata. È un pensiero ancora vivo, ancora caparbio come quando avevo sedici anni, all’inizio della mia lunga odissea alla ricerca di ‘Aziz. Ho sempre pensato che non è morto, la terra non può averlo inghiottito, un giorno lo troverò. E penso di non avere nulla da perdere nemmeno questa volta. Avevo sedici anni quando ho cominciato a cercarlo. Adesso ne ho trentaquattro e continuerò ancora e ancora, fino ai sessanta, ai settanta e anche oltre. Penso che alla fine lo troverò. Mi piace vedermi sotto questa luce. Mi piace vedermi, un giorno o l’altro, vittoriosa. È una sensazione che mi colma di una gioia immensa. Una volta, dopo aver ricevuto una telefonata di un tizio che diceva di sapere dove si trovava ‘Aziz, sono andata fino alla foresta di Ma‘mora. Ma era solo l’ennesima fregatura che andava a sommarsi a tutte quelle che l’avevano preceduta. Non mi sono abbattuta né arresa. Le notizie infondate danno senso al tempo. Tengono vivo il fuoco. Mantengono accesa la fiamma del ricordo, sono la torcia che tieni in mano mentre avanzi. Quando mi hanno detto di Ma‘mora non ho esitato nemmeno per un secondo, e non lo farò nemmeno adesso. Ho giusto il tempo di prendere l’autobus che arriva da Fes alle nove, esattamente come ha detto lo sconosciuto. Torno dietro al bancone senza aver deciso se devo dirlo a mia sorella Khatima. Non ho un motivo valido per dirglielo né per non dirglielo. Le altre volte non l’ho fatto. E intanto lo sconosciuto se n’è andato senza aver toccato la bottiglia.
Published November 22, 2020
Excerpted from Youssef Fadel, Ogni volta che prendo il volo, Brioschi, Milano 2019
© Youssef Fadel, 2013
© Francesco Brioschi Editore srl, 2019
Other
Languages
The Babel-Laboratorio Formentini Prize 2020 has been awarded to Silvia Manzio for the translation of Fran Ross’ Oreo (SUR, 2020). Congratulations to Silvia and her fellow finalists: Cristina Dozio for Ogni volta che prendo il volo by Youssef Fadel (Brioschi, 2019), and Giulia Zavagna for La parte inventata by Rodrigo Fresán (LiberAria, 2019).
The Babel-Laboratorio Formentini Prize, awarded every two years to a young literary translator into Italian worthy of attention, has a budget of 3,000 euros + a residence at the Translation House Looren.
The call for the next edition (2022) will be announced on the Babel Festival website and social media.
Go to the Prize webpage >>
Your
Tools